الثلاثاء، 25 يوليو 2017

قصر قارون


قصر قارون


علي بعد 50 كيلومتر من قلب محافظة الفيوم في الجهة الجنوبية الغربية من بحيرة  قارون يقع قصر قارون الذي حيك حوله العديد من الاساطير والخرافات التي برغم بعدها عن المنطق العقلي الا ان لها جذور حقيقة بالإضافة  الي ظاهرة هامة جدا تتمثل في تعامد الشمس يوم 21 ديسمبر وهو الموعد الذي يوافق بدء فصل الشتاء من كل عام على المقصورة الرئيسية واليمنى "قدس الأقداس" بداخله اما المقصورة اليسرى فلا يتعامد عليها الشمس والتي ربما كانت تحتوي علي مومياء التمساح رمز الإله (سوبك) والذي لا يمكن أن يتم تعريضه للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى
 اما عن الاساطير التي حيكت عن المكان
                     أ‌-         تعد نسبة او تسمية هذا المكان بقصر قارون سببا كافيا لأطلاق الكثير من
الاساطير عنه وخاصة لان قارون من الشخصيات التي اشتهرت جدا بسببها الثراء الفاحش وكذلك النهاية المأسوية لذلك جاءت القصص والخرافات حول المكان تتناسب مع قارون والاحداث التي مر بها برغم ان سبب القصر فعليا بهذا الاسم قربها من بحيرة قارون والتي اطلق عليها هذا الاسم بسبب انه يطلق على الجزء اليابس من البحيرة قرن، ولتعدد الأجزاء اليابسة في البحيرة سميت بحيرة (قرون) وقصر (قرون)، ثم تحرف الاسم وأصبح بحيرة وقصر (قارون) .
                  ب‌-      كان لابد لمن يسمع تسمية هذا المكان ونسبته الي قارون ان يطلق لخياله العنان ما كان لهذا القصر من العظمة و الجمال لذلك انك ان سمعت  اسم قارون وصدقته فسرعان ما ستصدق انه يتكون من 365 حجرة بعدد أيام السنة وكل حجرة بها شرفة تدخل منها الشمس ليوم واحد في السنة ولا تدخلها مرة أخرى إلا في نفس اليوم من السنة التي تليها بمعنى أن كل حجرة تدخلها الشمس يوم واحد في السنة وتلف على باقي الحجرات دواليك ولكن الحقيقة أن عدد الغرف به لم يصل لمائة غرفة صغيرة للغاية كان يستخدمها كهنة هذا العصر لأشيائهم الخاصة كما كانت تستخدم لتخزين الغلال. ويتمادى البعض في وصف المكان ليذكر انه كان يتكون من 3 طوابق و336 غرفة، لكن لم يبق منها شيء إلا الأطلال، فباب القصر الحالي ليس هو الباب الأصلي، وإنما الباب الأصلي كان من الجرانيت، والمكان الذي يدخل فيه مفتاح القصر كان عبارة عن دائرة قطرها حوالي 5 سم، وكان من الجرانيت أيضاً ويحمله عدد من الناس الأقوياء .
أول ما يراه الزائر داخل القصر كرسي العرش، وأسفل كرسي العرش حفرة كبيرة مخيفة جدا ومظلمة، وتمتد للأسفل بعمق 3 أدوار، ويردد السكان أن بها جثة قارون وأمواله كلها، وهو مكان الخسف . ثم يجد الزائر المكان الذي كان يجلس به قارون مزهواً بنفسه، والكرسي كان من الذهب، وجميع ملابسه مذهبة، حيث إنه طلب من سيدنا موسى عليه السلام أن يدعو الله له أن يرزقه مالاً كثيراً . . فرزقه الله علماً فريداً وهو علم الكيمياء استطاع به تحويل التراب إلى ذهب، وعندما قال سيدنا له موسى بأن هذا المال من عند الله فقال له قارون "إنما أوتيته على علم عندي" و على جانبي الكرسي كان الخسف، وكانت الحفرة كبيرة للغاية ولكن تم ترميم جزء منها، ووجدوا فيها مستندات من ورق البردي مكتوباً عليها حسابات وأرقام وتم نقلها للمتحف المصري في القاهرة .
عند الصعود للطابق الثاني سنجد الغرفة التي بها الخزانة، وهي 3 خزائن كان بها الذهب، وهي فارغة الآن، وفي الطابق الثالث مكان العبادة، حيث كان يعبد إلهان مرسومان على الجدار، وهذا الطابق أكثر الطوابق تضرراً، فهناك تهدم شديد في سقفه، حتى إنك تشاهد الفيوم من أعلى القصر بسهولة .
والقصر مبني بنفس طريقة بناء الأهرامات أي من دون أسمنت ولا أي مادة للبناء تربط بين الأحجار، فقط أحجار بجانب بعضها لكنها ملتصقة جداً، وذلك عن طريق تفريغ الهواء كما كان يفعل الفراعنة في كل مبانيهم، لذا فهي مازالت موجودة حتى الآن . وكان كل شيء في القصر من الذهب، كما وجدوا في حجرته الواسعة مستندات من ورق البردى مكتوباً عليها حسابات وأرقام وتم نقلها للمتحف المصري في القاهرة، فهل هذه الحسابات هي معادلات كان يستخدمها قارون في تحويل التراب إلى ذهب؟!
                  ج‌-       كذلك من الاساطير ايضا أن هناك نفقاً يصل بين القصر والإسكندرية  ( وترجع هذه الاسطورة الي انه نظرا لموقع الفيوم بصفة عامة  فقد كان هناك طريق للتجارة أيام الفراعنة فقد كانت تخرج منها القوافل إلى الواحات البحرية ومحافظات الصعيد والإسكندرية ومنها إلى أوروبا ). وكذلك أن من يدخل هذا القصر لا يخرج منه وأن الوحيد الذي خرج أصابه جنون مما رأى تحت الأرض .
اما عن حقيقة المكان
هو معبد أثري بني في عصر البطالمة خصص لعبادة الإله " سوبك ديونيسيوس " وهو اله الحب والخمر عند الرومان للمعبد مدخل واسع وكبير يودي الي صالتين كبيرتين تقودان إلى قدس الأقداس الذي يتكون من ثلاث مقاصير، الوسطى منها للمركب المقدس، والأخريين لوضع تماثيل الإله، ويوجد تحت قدس الأقداس ممرات
والمدخل الذي يؤدي إلى حجرة الوحي، ويمكن الصعود إلى الطابق العلوي من نهاية الصالة الثانية عن طريق مجموعة من السلالم التي تؤدي إلى الدور الثاني من المعبد ، حيث يتكون الدور الثاني من عدد كبير من الحجرات بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الدهاليز والممرات التي تنتهي بسلم، حيث يؤدي إلى سطح القصر.
أما على الجانب الغربي من القصر يوجد معبد صغير نقشت على جدرانه مجموعة من الرسوم البارزة من العهد اليوناني، كما يحتوي على لوحة “سوبك” في مدينة الفيوم القديمة برأس التمساح وجسد إنسان مرتدياً تاجاً أبيض وهو تاج الجنوب.
والجدير بالذكر انه وفي أثناء عملية الترميم الأخيرة تم العثور داخل القصر على مجموعة من التماثيل على شكل أبو الهول، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من القطع الفخارية التي تحتوي على كتابات يونانية. الا ان اعظم الاكتشافات واهمها هي العثور علي مجموعة من أوراق البردي التي كانت تؤرخ وتوضح جانب مهم من الحياة اليومية في العصرين الروماني واليوناني، بالإضافة إلى العديد من الرسائل المتبادلة في ذلك العصر.

عربي باي

Disqus Shortname

نظام التعليقات