الثلاثاء، 11 أبريل 2017

أساطيرالخلق عند قدماء المصريين ( ج 3 )

أساطير نشاةعند قدماء المصريين ( ج 3 )
" أنا هنا، من خلق مثل خبرى و خلق الوجود كله. خلق كل الوجود بعدما ظهر، والكثير من المخلوقات ظهرت من شفتي".  كتاب معرفة مخلوقات رع
كانت المراكز اللاهوتية في مدن مصر القديمة متعددة، من أكبرها مدينة هليوبولس هيرموبولس، منف، فيفي. فقد قدمت كل مدينة نظريتها في نشأة الكون، وأبرزت كل منها دور إلهها الرئيس في عملية خلق الكون علما أن الصفة المشتركة في تلك النظريات هو البداية الأولى للكون(الفوضى). وعدت الآلهة المحلية حامية المدن أو النومات أنها خالقة للكون، وذلك في نطاق حدود تلك المدن، وكل إله من تلك الآلهة يتماثل مع إله ما يعبد في كل البلاد.
نشأة الكون الهرموبوليسية
 كانت هرموبولس عاصمة النوم ( الأرنب) الخامس عشر في مصر العليا، ولم تكن مركزا سياسيا هاما، وفي عصر الدولة المصرية القديمة أطلق عليها أونو على اسم الآلهة _ الحامية للنوم، وجسدت على هيئة أنثى الأرنب. وفقدت ممفيس وضعها كعاصمة لدولة مركزية، وتمركزت السلطة في أيدي رئيس نوم هيراكونبوليس ( بالمصرية خنسو، ننسوت)، في العصر الانتقالي الأول، وأعلن نفسه فرعونا، ومن الطبيعي أن تزداد الأهمية السياسية للإقليم المجاور لنوم هيراكونبوليس ( الأرنب)، فالحكام كانوا حلفاء لفراعنة هيراكونبوليس، ونمت شهرة وأهمية نظرية نشأة الكون الهرموبوليسية. وأطلق على مدينة أونو اسم خمنو ( بالقبطية شمونو)_ ثمانية على شرف أنه عبد هنالك ثمانية آلهة_ خالقة .
 انتشرت نظرية نشأة الكون الهرموبوليسية في كل مكان ، ولكن شهرتها استخدمت على نطاق أقل من نشأة الكون الهليوبوليسية  و المنفية، وكان دور هرموبوليس أكثر أهمية كمركز لعبادة إله القمر و إله الحكمة توت وأبيس المقدس، وماثل الإغريق الإله توت مع هيرمز_ ومن هنا جاءت التسمية الإغريقية للمدينة.
·       في البداية كانت الفوضى، وسادت عليها القوى المدمرة :اللانهاية، العدم، واللاوجود، والظلام. أحصى في بعض المصادر القوى البدائية للفوضى ثلاث آلهة: تنمو وزوجته تنمويت ( الظلام، الفناء)، نياو و نياوت ( الفراغ، والعدم)،هرخ و هرخت ( العدم والليل).
·       واجه القوى المدمرة للفوضى البدائية القوي الخلاقة _ أربع أزواج من الآلهة جسدت طبيعيا _ الثامون العظيم، والآلهة الذكرية في هذا الثامون هي حوح ( اللانهاية) نون ( المياه) كوك (الظلام) آمون ( اللارؤية أي يعني الرطوبة) وكان لها هيئة البشر برؤوس ضفادع، ويماثلها زوجات وهي: حوحت، نونت، كاوكت، آمونت _ آلهة برؤوس أفاعي سبحت آلهة الثامون العظيم في المحيط البدائي، خلقوا من الأرض والمياه بيضة، وضعوها على التلة الأولى _ " جزيرة نار" ،
·       وهنالك في الجزيرة فقصت البيضة إله الشمس خبرى "الشاب رع". وفقا لنظرية أخرى إله الشمس أشع على الأرض ومكث في الظلام، ولد من زهرة اللوتس، التي نمت في التلة الأولى، وبكى المولد رع من السعادة، ومن دموعه التي سقطت على التلة ظهر الناس، انتشرت هذه الصيغة في جميع أنحاء مصر " ومن اللوتس التي نمت على التلة عند مدينة خيمنو منحت الحياة لإله الشمس الشاب، وتتحدث الأساطير القديمة عن تجسيد المولد جالسا على أوراق اللوتس ونجدها استمرت حتى العصر الروماني، وأصبحت هذه الأسطورة أحد الصيغ الرسمية لنشأة الكون المصرية المتأخرة .

·       وبقي في " كتاب الموتى" مقاطع لأحد الصيغ المثيولوجية، المرتبطة بنظرية نشأة الكون الهرموبوليسية ( ترجع إلى التصورات البدائية القديمة): البيضة التي أنولد منها إله الشمس وضعها على التلة الأولى طائر أبيض، حيث طار إلى الظلام ودمر الفوضى الساكنة، وجسد هذا الطائر على شكل وزة بيضاء _ الطائر المقدس لإله الأرض جب خلق رع شو وتفنوت _ أول زوج إلهي ومنه جاءت بقية الآلهة.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي

Disqus Shortname

نظام التعليقات