أهمية دراسة المسكوكات
الاسلامية
تعد
النقود الإسلامية مصدرا مهما لدراسة التاريخ الإسلامي فهي وثائق صحيحة ليس
من السهل الطعن في قيمتها فهي بمثابة مرآة صادقة للعصر الذي ضربت فيه فهي تعكس
بصدق جميع أحوال الدولة التي سكتها من الناحية السياسية والدينية والمذهبية
والاقتصادية والاجتماعية وغيرها :
فمن الناحية السياسية :ـ
·
كانت
النقود إحدى شارات الحكم والملك والتي يحرص كل حاكم علي اتخاذها بمجرد توليه الحكم
فما كان على كل حاكم بعد أن يعتلي عرش دولته أن يأمر بالدعاء له في خطبة الجمعة
وأن ينقش اسمه علي شريط الطراز ثم تضرب النقود باسمه .
·
وتتجلى
أهمية النقود من الناحية السياسية فيما سجل عليها من أسماء خلفاء وملوك وحكام
وأمراء وولاة.
·
كما أن
تصنيف هذه النقود يساعد على دراسة الأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي وضبط
تواريخ حكمها بصورة دقيقة .
·
كما أن
تسجيل مدن الضرب على هذه النقود يوضح امتداد نفوذ كل حاكم والأقاليم الخاضعة له .
اما من الناحية الدينية :
ـ
·
لقد حملت
النقود العربية والإسلامية منذ تعريبها ملامح العقيدة الإسلامية التي تمثلت في نقش
شهادة التوحيد و الاقتباس القرآني .
·
كما سجل
علي النقود الشعارات الخاصة بالمذاهب الإسلامية المختلفة .
ومن الناحية الاقتصادية :ـ
نجد أن
النقود الإسلامية الذهبية كانت النقود الإسلامية الرئيسية في كثير من الدول
الإسلامية فقد كانت تمثل انعكاسا للحالة الاقتصادية لهذه الدول لأن ارتفاع وزنها
ونقا عيارها كان دليلا علي الازدهار الاقتصادي في تلك الدول مثلما كان الحال في العصر
الطولوني والفاطمي كما أن انخفاض وزنها وتدهور عيارها دليلا علي تدهور الحالة
الاقتصادية مثلما كان الحال في العصر المملوكي الشركسي والذي كانت النقود فيه
تعاني من الاضطرابات التي لم يشهد لها مثيل من قبل .
وبالنسبة للأهمية الجغرافية :ـ
·
لقد سجل
علي النقود في كثير من الأحيان اماكن سكتها لذلك ظهرت عليها أسماء العديد من المدن
قد اندثر كثير منها ولم يبق ذكرها إلا علي النقود الاسلامية .
·
كذلك نقش
أسماء مدن الضرب على النقود ساعد في معرفة حدود الدول الإسلامية ومدى
اتساعها .
ومن الناحية الاجتماعية :ـ
لقد عبرت
النقود الإسلامية عن كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية المختلفة والتي تشهدها
الدولة مثل حالات الوفاة والمصالحة
- فقد ضرب السلطان برقوق نقود نحاسية في
مدينة حماة سنة 799 هـ وسجل عليها الاقتباس النبوي الشريف " كَفى بالموتِ
واعظاً " وذلك بمناسبة وفاة ابنه الصغير الامير شعبان في ذلك العهد
- اما عن نقود المصالحة فهناك دراهم
ايوبية مضروبة باسم كل من الصالح نجم الدين أيوب حاكم مصر و الصالح عماد الدين
إسماعيل حاكم دمشق والتي تحمل مكان السك بدمشق و مؤرخة بسنة 641 هـ وهذه الدراهم
ضربت بمناسبة الصلح بين الصالح نجم الدين أيوب و الصالح عماد الدين إسماعيل و
الملك الصالح المنصور ملك حمص
كما استخدمت النقود كوسيلة مهمة من وسائل الوعظ والإرشاد فقد نقش عليها بعض
الاقتباس النبوي مثل " لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ
الْمُبِينُ " و " سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ " و " َلَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَر "
من ناحية الخط العربي :ـ
تعد
النقود الإسلامية مدرسة لتعلم أنواع الخط العربي والذي ورد عليها بنوعيه الكوفي
والنسخ حيث ظهر علي هذه النقود العديد من أنواع الخط الكوفي البسيط والمزهر
والمورق والمربع و المضفر كما ظهر علي النقود ايضا من انواع الخط النسخ الثلث
والطغراء وكانت النقود في هذا الشأن من أهم المصادر التي تساعد على معرفة الخط
العربي ومراحل تطوره
من الناحية الفنية :ـ
لقد ظهر
علي النقود الاسلامية الزخارف بمختلف انواعها سواء كانت نباتية أو هندسية أو زخارف
حيوانية استخدمت أحيانا كهوامش او فواصل بين الكتابات او شغلت بعض الفراغ الموجود
علي مساحة النقد ومن المعروف أن الزخارف أيا كان نوعها التي وردت علي النقود
الاسلامية تعد وسيلة من وسائل تاريخ النقود ، فمعظم النقود التي تحمل زخارف ورد
عليها تاريخ سكها وهي بذلك تمكننا من تاريخ التحف الفنية الأخرى والتي تحمل نفس
الزخارف ولم يرد عليها تواريخ كالخزف والخشب والنسيج وغيرها
وهكذا نكون قد استعرضنا بشكل
مبسط وسريع لأهمية دراسة النقود في دراسة الحضارة والتاريخ الاسلامي
IMIX AFEPC.
مشاركتك للمنشور هي الدافع لتقديم المزيد .....برجاء اضف اصدقائك
للصفحة