" المناور " …... بقلم / محمد حسن جابر
تلك الفكرة العبقرية التي قام بها أجدادنا للحفاظ على الماء وذلك لري
أكبر مساحات
ممكنة من الأراضي ...
فالمناور كلمة مشتقة
من النور وهى
عبارة سراديب وانفاق اسفل الأرض يتم نحتها في الحجر أو الصخر الرملي أو الطفلي
الصلب ..على أعماق مناسبة تلك السراديب تحوى بداخلها على خطوط وقنوات المياه التي
تصل إلى مسافات كبيرة وطويلة لتروى الأحواض الزراعية بكميات مناسبة من المياه بدلا
من هدرها والحفاظ عليها ...
بمعنى آخر أن المياه تخرج من خلال العيون الارتوازية في سفوح الجبال أو أعلى
التباب أو الهضاب من خلال ضغط التربة ..فتجد المياه لنفسها أضعف مكان ما بين
الصخور لتنفذ وتخرج منه ...ولكن في هذه الحالة ستتدفق المياه بكل قوتها وطاقتها من
الأعلى وتفور بقوة فلا يستطاع التحكم فيها وتهدر بشكل كبير حول نقطة خروج المياه
فقط ...فضلا عن نسبة التبخير العالية جدا في اوقات ارتفاع درجات الحرارة ..فلا
يستفاد من المياه بكمياتها بشكل مناسب .
لـــكـــن مع فكرة المناور العبقرية استطاع الأجداد الحفاظ على المياه من خلال حفر
خنادق أو سراديب لكى تسير فيها المياه من خلال قنوات سلفية اسفل الأرض لتخرج عند
سطح الأرض المستوى لتروى تلك الأراضي والمساحات الواسعة بكميات كبيرة محافظ عليها
من المياه ؛؛ مع إمكانية التحكم فيها من خلال الإغلاق والفتح للمنور ... من خلال
فتحات الإضاءة التي تدخل النور والإضاءة ويمكن من خلالها النزول بطريقة التشبيح
لمتابعة جريان وسير المياه وتدفقها من عدمه وفى حالة التوقف يمكن من خلال هذه
الفتحات للمناور نظافة السدد والعطل وكذلك القفل والفتح لسريان المياه وتتبعها من
فتحه أو منور إلى فتحة ومنور آخر ...
وهذه الفكرة استمدت في الاصل من الفرس في العصر المتأخر وتطورت جدا في العصر الروماني
حيث كانوا ماهرين جدا في هذا الأمر وقاموا بزراعة الواحات كلها من خلال هذا النظام
الفريد في الري ..
ومن أشهر الأماكن التي يوجد بها خطوط للمناور هي منطقة أم الدبادب ومنطقة اللبخة ومنطقة
البليدة ومنطقة الجب ومنطقة عين مناور بالقرب من معبد دوش بباريس والتي يوجد بها
معبد للمعبود آمون رع ..وغيرها .
وتختلف إعداد خطوط المناور من منطقة إلى آخر حيث يصل عدد الخطوط ويتراوح ما بين 6 إلى 8 وأحيانا يصل إلى 12 خط في بعض المناطق .
هذا النظام الفريد في الري هو ما يميز مناطق الواحات والصحراء قديما فقد كان هذا هو أسلوب ونظام الري المتبع وأستمر حتى فترات زمنية قريبة .
وتوضح الصور المرفقة شكل المناور والسراديب والإنفاق التي تمر بها المياه اسفل الأرض كذلك شكل الفتحات التي تدخل النور والتي جاء منها اسم المناور لمتابعة المياه وإمكانية الرؤية والنزول ومتابعة أعمال النظافة والتطهير للعين والمجرى .
وتختلف إعداد خطوط المناور من منطقة إلى آخر حيث يصل عدد الخطوط ويتراوح ما بين 6 إلى 8 وأحيانا يصل إلى 12 خط في بعض المناطق .
هذا النظام الفريد في الري هو ما يميز مناطق الواحات والصحراء قديما فقد كان هذا هو أسلوب ونظام الري المتبع وأستمر حتى فترات زمنية قريبة .
وتوضح الصور المرفقة شكل المناور والسراديب والإنفاق التي تمر بها المياه اسفل الأرض كذلك شكل الفتحات التي تدخل النور والتي جاء منها اسم المناور لمتابعة المياه وإمكانية الرؤية والنزول ومتابعة أعمال النظافة والتطهير للعين والمجرى .
هذا عرض عام لفكرة المناور مع شرح مبسط لها ..
ارجو
ان ينال المقال اعجابكم واكون قد ساهمت في نشر معلومة جديدة
بقلم الباحث الاثرى
0 التعليقات :
إرسال تعليق