الأربعاء، 9 أغسطس 2017

عــــلـــــم الأثــــــار ( التعريف والنشأة )


عــــلـــــم الأثــــــار
                         ( التعريف والنشأة )
تعريف علم الآثار:
مصطلح علم الآثار " اركيولوجيا " هو اسم يوناني، و المصطلح مركب من كلمتين هما : " أركيوس " أي قديم، و " لوجوس " أي معرفة و وصف الشيء.
بـــمـــعــــنـــى:
إن علم الآثار يهتم بدراسة و وصف المخلفات المادية للإنسان ( مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ثابتة أو منقولة، طبيعية أو من صنع الإنسان) ، و دراسة الجوانب الروحية مثل ( العقائد الدينية، العادات الاجتماعية، الطقوس و الشعائر )، و كذلك الجوانب التاريخية (تاريخ السياسي، اقتصادي، اجتماعي و فنى )، كما تشمل الظروف البيئية مثل ( المناخ).
دور الـــدارس في مجال الآثار:
التوثيق ثم الوصف و التصنيف ثم التحليل و المقارنة و بعد ذلك تدوين النتائج و ذلك في إطار التسلسل التاريخي. و دور الباحث في مجال الآثار ليس بحثا نقليا بل لابد أن يمر بالمحاولات و التجارب و الهدف منه هو الاكتشاف أو استحداث طرق جديدة في موضوع البحث.
أقدم الأمثلة على مدى قدم علم الآثار:
لعل أول سؤال بادر للإنسان فهو " لماذا خلق الإنسان؟ "، و عندما نهى آدم عن الشجرة المحرمة سعى لمعرفة أسرارها. فالإنسان خلق شغوفا لمعرفة ما يجهل به. و كما نرى أن السؤال المعتاد الذى يطرح على الرسل هو الإجابة على الأمور الغيبية، إذن فالسؤال عن المجهول عادة قديمة ( فالحاضر يجهل الكثير عن الماضي).
أ-  الأسطورة :
تعتبر الأساطير من الأدلة الأثرية على مدى قدم نشأة علم الآثار و اهتمام الإنسان بالأخبار القديمة. فالأسطورة قصة واقعية تحولت بمرور الزمن إلى الخيال، و تم تداولها عن طريق الرواة من جيل إلى جيل مما أدى إلى تغير محتواها حتى فقدت منطقيتها  و واقعيتها و لم يتبق منها إلا خطوطها العريضة. و على الرغم من تغير محتواها فقد تم تسجيلها و ذلك يدل على اهتمام الإنسان بأحداث الماضي.
ب- التطور النوعي للمادة  :
اهتمام الإنسان بصناعات من سبقوه و محاولته تقليدها، فلولا الاهتمام بالماضي لما حدث تطور نوعى . و نجد بعض المجتمعات تسعى لمعرفة الأسس التي قامت عليها حضارات ممن سبقوهم و هو ما يعرف باسم " التقليد النوعي في مجال الدراسات الأثرية "، و المثال (قيام فنان روماني بتقليد أسلوب فنان يوناني و بأدق التفاصيل).
ت- الرسوم الصخرية  :
التي ترجع إلى العصر الحجري القديم الأعلى (ما قبل التاريخ) ، لتسجيل قصص منها ما هو واقعى، و منها ما هو خيالي. فهي من إحدى وسائل التعبير عن الأحداث تستلزم وقتا و بأدوات متنوعة.
    بعض الخطوات العملية القديمة في مجال الآثار:
أولا: نبش القبور القديمة: و عن طريقها لاحظ الإنسان إمكانية الكشف عن الأشياء القديمة ذات القيمة المادية في المستوطنات ممن سبقوه من الأمم أو الملوك.
ثانيا: لوحات الملوك : التي تذكر أمجاد الأجداد ، و التي ترجع إلى الألف الرابعة ق.م ليواكب ظهور الكتابة.
ثالثا: في أواخر الألف الثانية ق.م: بدأ التنقيب عن الأشياء القديمة :  
·       ربما واكب محاولة تدوين التوراة أقدم عملية التنقيب : هي التي قام بها الملك البابلي " نابونيديس " (555- 539 ق.م ) في موقع مدينة " أور الكلدانية " "جنوب بلاد الرافدين "، و قام الملك بنقل ما وجده من آثار إلى متحف أعده في بابل.
·       أما عن البحث عن الماضي : فتحدثنا المؤلفات اليونانية و الرومانية عن الأمم السابقة، و نجد الكاتب اليهودي " يوسيفوس فلافيوس " يحدثنا في مؤلفاته العشرين  بعنوان " آثار اليهود " التي تتحدث عن أخبار اليهود بدءا من قصة الخلق حتى اندلاع الحرب اليهودية  (66- 73 ق.م).
·       أما في العصر الإسلامي : فقد ظهر كتاب تناولوا دراسة الأمم السابقة على الإسلام مثل: " الكلبى " الذى كتب عن الأصنام ، و تاريخ  حمير ، " ابن النديم " الذى ذكر في كتابه "كتاب الفهرسة " بعض الكتب التى تناولت تاريخ الأمم القديمة مثل " عاد ".
وتنقسم المصادر الاسلامية الي  :
أولا: المصادر الإسلامية المبكرة تشتمل على فصول لدراسة الأمم السابقة على الإسلام بتسلسل تاريخي قد يصل إلى بدء الخليقة.
ثانيا: المصادر الجغرافية الإسلامية المبكرة تتضمن دراسة الأماكن الجغرافية دراسة تاريخية بتبيان تدرج الاستيطان فيها و اختلاف مسمياتها على مدى تاريخها
ثالثا: علم الأنساب: والتي تدل على اهتمام المسلمين بالماضي. فمن خلال هذا العلم يمكن تتبع نسب العائلة الواحدة و معرفة أصلها

إذن علم الآثار هو علم قديم واحد من أقدم العلوم الإنسانية لكن الجديد هو تطور مناهجه البحثية و طرق و وسائل تعامله مع المادة الأثرية (1)
Doaa Wagdy Wagdy

من كتاب مدخل إلى علم الآثار للدكتور عزت زكى حامد قادوس
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي

Disqus Shortname

نظام التعليقات