مرنبتاح بين غزو كنعان ولوحة إسرائيل !..
كتب د. محمد رأفت
عباس
أعود للحديث مرة أخرى عن مرنبتاح وأسرار لوحة انتصاراته المثيرة للجدل
التاريخي بين العلماء والباحثين والمهتمين بعلم المصريات وبعلم الاثار التوراتى
المسمى بالـ Biblical Archaeology والمسماة بلوحة إسرائيل Israel Stela ..
إن لوحة إسرائيل المزعومة ليست
دليل إدانة للفرعون مرنبتاح جعله يرتبط بقضية الخروج كما قد يظن البعض ، بل إن هذه
اللوحة من وجهة نظري هي بمثابة خلود تاريخي لمرنبتاح فاق فيه الكثير من ملوك مصر
العظماء ، ومرجع ذلك أن نقوش ومناظر الكرنك الحربية المسجلة على جدران فناء
الخبيئة والدراسات التي ظهرت في الأعوام الثلاثين الأخيرة عنها حتى من قبل الآثاريين
والعلماء من ذوى النزعة الصهيونية ، قد دلت بشكل قاطع على أن مرنبتاح هو معيد فتح
بلاد كنعان ( أرض فلسطين التاريخية ) .. وأن الجملة الشهيرة في نصوص اللوحة " لا يرفع أحد
رأسه من بين الأقواس التسعة ، الخراب للتحنو ، وبلاد خيتا قد أسكتت ، ونهبت كنعان
وأصابها كل شر ، واستسلمت عسقلون وأخذت جازر ، وينوعام أصبحت كأنها لم تكن ، وخربت
إسرائيل ولم يعد لها بذور ، وأصبحت خارو أرملة لمصر ... " هي الدليل
القاطع لهذا المجد الحربى الواسع الذى حققه هذا الفرعون في فترة حرجة وعصيبة من
تاريخ منطقة الشرق الأدنى بأكمله ، تمثلت في فوضى سقوط الكثير من مدن الشام وكنعان ( فلسطين ) تحت هجمات شعوب البحر التي لم تهدد مصر وحدها بل هددت كذلك
حضارة الشرق الأدنى القديم بأكمله بالخراب والتدمير ..
وعلى الرغم من
حديثنا من قبل بأن المقصود بإسرائيل هنا هو كلمة " يسيرارو " وهم سكان
أو قبائل سهل يزريل أو جزريل ، إلا أن هذا لم يخرجنا من صلب القضية التاريخية
الأساسية والتي أكدتها مناظر فناء الخبيئة بالكرنك التي خلدت انتصارات المصريين الحربية
والتاريخية في إعادة غزو كنعان مرة أخرى خلال عهد مرنبتاح ، حيث تضمنت هذه المناظر
قيام الفرعون بحصار مدينة عسقلون ( وهى المدينة التي تأكد ذكرها في لوحة
إسرائيل ) ، وكذلك قيامه بحصار مدينة كنعانية أخرى تشير بعض الآراء إلى أنها
جازر ، ومدينة أخرى يحتمل أنها ينوعام ( تل الشهاب على الساحل الجنوبى لبحر
الجليل ). كما صور مرنبتاح وهو يقـوم بتقييد بعض الأسرى من بدو الشاسو الذين
سكنوا مناطق واسعة من أرض كنعان ومثلوا عداءا منقطع النظير للنفوذ السياسي والعسكري
المصري طوال عصر الإمبراطورية المصرية ، وصور الفرعون كذلك عائداً إلى مصر وهو
يقود مجموعات من الأسرى الكنعانيين والأسرى الشاسو المقيدين في عربته الحربية ،
واعترف الكثير من علماء المصريات والمؤرخين بأن هذه المدن المصورة هي نفسها التي
ذكرت في نصوص اللوحة ، وهو الأمر الذى يجعل الحديث عن رواية الخروج وما ارتبط بها من
أحداث مجرد محض افتراء على الفرعون العظيم
- هذه الصورة للملك مرنبتاح وهو يقود الهجوم المصري على قلعة إحدى المدن الكنعانية والتي يعتقد في رأى البعض أنها جازر - الحائط الغربي الخارجي لفناء الخبيئة بمعبد الكرنك .
- هذه الصورة للملك مرنبتاح وهو يقود الهجوم المصري على قلعة إحدى المدن الكنعانية والتي يعتقد في رأى البعض أنها جازر - الحائط الغربي الخارجي لفناء الخبيئة بمعبد الكرنك .
د . محمد رأفت عباس
مشاركتك للمنشور هي الدافع لتقديم المزيد .....برجاء اضف اصدقائك
للجروب
للصفحة
0 التعليقات :
إرسال تعليق